ما هي الداروينيّة؟
بقلم Joel Hanes
ترجمة Godzela
عن موقع TalkOrigins
يُلخِّص إيرنست ماير (Ernst Mayr:عالم أحياء تطوري, و مؤسس المفهوم البيولوجي للنوع-Biological Species Concept) في كِتابِه "مجادلة واحدة طويلة", نظريات داروين, و يتعقّبُ تاريخ القبول العلمي لهذه النظريات من قِبل المجتمع العلمي, و يبدأ في مقدمة الكتاب:
يتجه علماء التطور اليوم إلى أعمال داروين مراراً و تكراراً, و هذا ليس بالشيء المفاجئ لأن جذور تفكيرنا التطوّري تعود إلى داروين. و خلافاتنا الحاليّة في أغلب الأحيان تمتلك بعض الغموض في كتابات داروين أو عن سؤال لم يكن داروين قادر على الإجابة عليه بسبب المعرفة البيولوجية الغير كافية التي كانت متوفرة في وقتهِ. ولكن المرءَ يعودُ إلى كتابات داروين الأصليّة لأكثر من أسباب تاريخيّة مجرّدة. فقد فَهِم داروين العديد من الأشياء أكثر بكثير مما فهمها معارضوه أو مؤيدوه, بما يتضمن أولئك في الوقت الحاضر.
في الفصل الرابع, "المعارضة الأيديولوجيّة لنظريّات داروين الخمسة", يتحدث ماير باختصار عن "نظريّة داروين" أو "الداروينيّة", كمايلي:
في كِلا الثقافتين العلميّة و الشعبيّة, نجد بشكلٍ متكرر أفكار و مواضيع تُنسَبُ إلى "نظريّة داروين في التطوّر", كما لو كانت هذه النظريّة كيان واحد!
في الحقيقة, إنَّ "نظريّة" داروين في التطوّر كانت حزمة كاملة من النظريّات. و من المستحيل مناقشة فكر داروين التطوّريّ إذا لم يتم التمييز بين المكونات المختلفة لهذا الفكر.
...إنَّ مُصطلح "الداروينيّة" يمتلك معاني عديدة وِفقاً لمن يستخدمهُ, و وِفقاً للفترة الزمنيّة التي يستخدمهُ فيها. وفهمٌ أفضل لمعنى هذا المصطلح, من شأنهِ أن يلفت الانتباه إلى الطبيعة المركبة لفكر داروين التطوّري.
...السبب الرئيسيّ في أنَّ الداروينيّة لا يُمكن أن تكون نظريّة منليثيّة واحدة, هو أن التطوّر العضويّ يشتمل على عمليتين أساسيّتين مستقلتين, كما رأينا للآن: التحوُّل أو التغيُّر بمرور الوقت, و التنويع الذي يحصل في الفضاء البيئيّ و الجغرافيّ. تتطلبُ العمليّتان حد أدنى من نظريّتين مختلفتين و مستقلتين كليّاً.
...أنا أعتبر أنه من الضروريّ تشريح البنية أو الهيكل المفاهيميّ للتطوُّر عند داروين إلى عدد من النظريّات الرئيسيّة التي تُشكل قاعدة تفكيرهِ التطوُّري. و من أجل أفضل النتائج, جزَّأتُ النموذج التطوُّريّ عند داروين إلى خمس نظريّات, و قد يُفضّل البعض تقسيماً آخر. إنَّ هذه النظريّات المختارة ليست أبداً كل نظريّات داروين التطوُّريّة, فعلى سبيل المثال لدينا نظريّات أخرى لداروين مثل: الانتقاء الجنسيّ, نظريّة النشوء الموجّه pangenesis (هذا أقرب معنى وجدتهُ لهذه الكلمة, فأرجو ممن لديه تعبير أدق أن يُزوّدنا بهِ مشكوراً_المترجم), تأثير الاستعمال و عدم الاستعمال, و تباعد أو تفرُّع الصفات. و عندما يُشير كُتَّاب اليوم إلى نظريّة داروين, يقصدون مجموعة من بعض النظريّات التالية:
1- التطوُّر في حد ذاتهُ(Evolution as such): تقول هذه النظريّة أنَّ العالم ليس ثابتً أو مخلوق مؤخراً, و ليس يدور في دوائر ثابتة و كاملة, لكن بالأحرى العالم يتغيُّر بثبات و الكائنات الموجودة في هذا العالم تتغيّر بمرور الوقت.
2- نظريّة الأصل المُشترك(Common descent): كل مجموعة من الكائنات الحيّة انحدرت من سلف مشترك, و كل مجموعات الكائنات الحيّة, بما يتضمن الحيوانات و النباتات و الكائنات المجهريّة, ترجع في النهاية إلى أصل وحيد للحياة على الأرض.
3- تكاثر أو مُضاعفة الأنواع (Multiplication of species): تُوضِّح هذه النظريّة الأصل الهائل للتنوُّع العضويّ. و تفترض أنَّ الأنواع تتضاعف, إمّا عن طريق الانشقاق إلى أنواع أبناء و أنواع آباء أو عن طريق التبرعم و ذلك بتأسيس نوع جديد بواسطة مجموعة معزولة جغرافيّاً عن النوع الأب, فتتطوّر هذه المجموعة إلى نوع جديد.
4- التدرُّجيّة (Gradualism): طبقاً لهذه النظريّة, يحدث التغيُّر التطوُّري خلال تغيُّر تدريجيّ للسكان Populations, و ليس من خلال الإنتاج المفاجئ لأفرادٍ جدد يمثلون نوعاً جديداً.
5- الانتقاء الطبيعيّ (Natural Selection): وِفقاً لهذه النظريّة, يأتي التغير التطوري من خلال الإنتاج الوفير للتنوعات و الاختلافات الوراثيّة في كل جيل. الأفراد الذين ينجون بفضل مجموعة الصفات المتكيّفة جداً و القابلة للتوريث, يكونون السبب في ظهور الجيل التالي و هكذا..
دعونا نلقي نظرة على بعض نتائج تحليلات ماير.
للوهلة الأولى, تبدو التدرُّجيّة أنها تتضارب مع نظريّة التوازن المتقطع (punctuated equilibrium) لغولد و ألدريج, لكن بالفحص الدقيق نرى أنها ليست كذلك.
و هنا اقتباسان من كتاب أصل الأنواع:
"...من المحتمل أنَّ الفترات, التي من خلالها يمرُّ كل {نوع} بالتعديل, و بالرغم من كونها عديدة و طويلة إذا قِيست بالسنين, قد كانت قصيرة بالمقارنة مع الفترات التي بقي خلالها كل نوع دون تغيير في شروطٍ محددة"
(من الطبعة السادسة,1872).
" غالباً ما تكون التنوُّعات محليّة في بادئ الأمر... مما يؤدي إلى احتمال قليل للكشف عن روابط متوسطة بينها. فالتنوعات المحليّة لن تنتشر إلى مناطق أخرى بعيدة, حتّى تُعدَّل و تُغيَّر بشكلٍ كبير.. و عندما تنتشر, إذا اكتُشِفت في تشكيلٍ جيولوجيّ معيّن, فتظهر كما لو أنّها قد خُلِقت في ذلك المكان, و تُصنّف ببساطة كأنواعٍ جديدة"
بقلم Joel Hanes
ترجمة Godzela
عن موقع TalkOrigins
يُلخِّص إيرنست ماير (Ernst Mayr:عالم أحياء تطوري, و مؤسس المفهوم البيولوجي للنوع-Biological Species Concept) في كِتابِه "مجادلة واحدة طويلة", نظريات داروين, و يتعقّبُ تاريخ القبول العلمي لهذه النظريات من قِبل المجتمع العلمي, و يبدأ في مقدمة الكتاب:
يتجه علماء التطور اليوم إلى أعمال داروين مراراً و تكراراً, و هذا ليس بالشيء المفاجئ لأن جذور تفكيرنا التطوّري تعود إلى داروين. و خلافاتنا الحاليّة في أغلب الأحيان تمتلك بعض الغموض في كتابات داروين أو عن سؤال لم يكن داروين قادر على الإجابة عليه بسبب المعرفة البيولوجية الغير كافية التي كانت متوفرة في وقتهِ. ولكن المرءَ يعودُ إلى كتابات داروين الأصليّة لأكثر من أسباب تاريخيّة مجرّدة. فقد فَهِم داروين العديد من الأشياء أكثر بكثير مما فهمها معارضوه أو مؤيدوه, بما يتضمن أولئك في الوقت الحاضر.
في الفصل الرابع, "المعارضة الأيديولوجيّة لنظريّات داروين الخمسة", يتحدث ماير باختصار عن "نظريّة داروين" أو "الداروينيّة", كمايلي:
في كِلا الثقافتين العلميّة و الشعبيّة, نجد بشكلٍ متكرر أفكار و مواضيع تُنسَبُ إلى "نظريّة داروين في التطوّر", كما لو كانت هذه النظريّة كيان واحد!
في الحقيقة, إنَّ "نظريّة" داروين في التطوّر كانت حزمة كاملة من النظريّات. و من المستحيل مناقشة فكر داروين التطوّريّ إذا لم يتم التمييز بين المكونات المختلفة لهذا الفكر.
...إنَّ مُصطلح "الداروينيّة" يمتلك معاني عديدة وِفقاً لمن يستخدمهُ, و وِفقاً للفترة الزمنيّة التي يستخدمهُ فيها. وفهمٌ أفضل لمعنى هذا المصطلح, من شأنهِ أن يلفت الانتباه إلى الطبيعة المركبة لفكر داروين التطوّري.
...السبب الرئيسيّ في أنَّ الداروينيّة لا يُمكن أن تكون نظريّة منليثيّة واحدة, هو أن التطوّر العضويّ يشتمل على عمليتين أساسيّتين مستقلتين, كما رأينا للآن: التحوُّل أو التغيُّر بمرور الوقت, و التنويع الذي يحصل في الفضاء البيئيّ و الجغرافيّ. تتطلبُ العمليّتان حد أدنى من نظريّتين مختلفتين و مستقلتين كليّاً.
...أنا أعتبر أنه من الضروريّ تشريح البنية أو الهيكل المفاهيميّ للتطوُّر عند داروين إلى عدد من النظريّات الرئيسيّة التي تُشكل قاعدة تفكيرهِ التطوُّري. و من أجل أفضل النتائج, جزَّأتُ النموذج التطوُّريّ عند داروين إلى خمس نظريّات, و قد يُفضّل البعض تقسيماً آخر. إنَّ هذه النظريّات المختارة ليست أبداً كل نظريّات داروين التطوُّريّة, فعلى سبيل المثال لدينا نظريّات أخرى لداروين مثل: الانتقاء الجنسيّ, نظريّة النشوء الموجّه pangenesis (هذا أقرب معنى وجدتهُ لهذه الكلمة, فأرجو ممن لديه تعبير أدق أن يُزوّدنا بهِ مشكوراً_المترجم), تأثير الاستعمال و عدم الاستعمال, و تباعد أو تفرُّع الصفات. و عندما يُشير كُتَّاب اليوم إلى نظريّة داروين, يقصدون مجموعة من بعض النظريّات التالية:
1- التطوُّر في حد ذاتهُ(Evolution as such): تقول هذه النظريّة أنَّ العالم ليس ثابتً أو مخلوق مؤخراً, و ليس يدور في دوائر ثابتة و كاملة, لكن بالأحرى العالم يتغيُّر بثبات و الكائنات الموجودة في هذا العالم تتغيّر بمرور الوقت.
2- نظريّة الأصل المُشترك(Common descent): كل مجموعة من الكائنات الحيّة انحدرت من سلف مشترك, و كل مجموعات الكائنات الحيّة, بما يتضمن الحيوانات و النباتات و الكائنات المجهريّة, ترجع في النهاية إلى أصل وحيد للحياة على الأرض.
3- تكاثر أو مُضاعفة الأنواع (Multiplication of species): تُوضِّح هذه النظريّة الأصل الهائل للتنوُّع العضويّ. و تفترض أنَّ الأنواع تتضاعف, إمّا عن طريق الانشقاق إلى أنواع أبناء و أنواع آباء أو عن طريق التبرعم و ذلك بتأسيس نوع جديد بواسطة مجموعة معزولة جغرافيّاً عن النوع الأب, فتتطوّر هذه المجموعة إلى نوع جديد.
4- التدرُّجيّة (Gradualism): طبقاً لهذه النظريّة, يحدث التغيُّر التطوُّري خلال تغيُّر تدريجيّ للسكان Populations, و ليس من خلال الإنتاج المفاجئ لأفرادٍ جدد يمثلون نوعاً جديداً.
5- الانتقاء الطبيعيّ (Natural Selection): وِفقاً لهذه النظريّة, يأتي التغير التطوري من خلال الإنتاج الوفير للتنوعات و الاختلافات الوراثيّة في كل جيل. الأفراد الذين ينجون بفضل مجموعة الصفات المتكيّفة جداً و القابلة للتوريث, يكونون السبب في ظهور الجيل التالي و هكذا..
دعونا نلقي نظرة على بعض نتائج تحليلات ماير.
للوهلة الأولى, تبدو التدرُّجيّة أنها تتضارب مع نظريّة التوازن المتقطع (punctuated equilibrium) لغولد و ألدريج, لكن بالفحص الدقيق نرى أنها ليست كذلك.
و هنا اقتباسان من كتاب أصل الأنواع:
"...من المحتمل أنَّ الفترات, التي من خلالها يمرُّ كل {نوع} بالتعديل, و بالرغم من كونها عديدة و طويلة إذا قِيست بالسنين, قد كانت قصيرة بالمقارنة مع الفترات التي بقي خلالها كل نوع دون تغيير في شروطٍ محددة"
(من الطبعة السادسة,1872).
" غالباً ما تكون التنوُّعات محليّة في بادئ الأمر... مما يؤدي إلى احتمال قليل للكشف عن روابط متوسطة بينها. فالتنوعات المحليّة لن تنتشر إلى مناطق أخرى بعيدة, حتّى تُعدَّل و تُغيَّر بشكلٍ كبير.. و عندما تنتشر, إذا اكتُشِفت في تشكيلٍ جيولوجيّ معيّن, فتظهر كما لو أنّها قد خُلِقت في ذلك المكان, و تُصنّف ببساطة كأنواعٍ جديدة"
الأربعاء يناير 20, 2010 4:01 am من طرف pirate
» Ookami ga Kuru ! . [ لمحبـي مصـاصي الدمـاء } .
الثلاثاء نوفمبر 03, 2009 3:46 pm من طرف RAN
» الحاكم
الثلاثاء نوفمبر 03, 2009 3:38 pm من طرف RAN
» عد للخمسة وأهدي وردة للعضو يلي بدك
الثلاثاء نوفمبر 03, 2009 3:37 pm من طرف RAN
» ماذا ستفعل لو ضاع حذائك............؟
السبت سبتمبر 05, 2009 12:27 am من طرف homam
» أغرب ثلاث أشياء تحدث لنا ولا نعرف ما السبب !!؟؟
الجمعة سبتمبر 04, 2009 5:59 pm من طرف homam
» اسطــورة العنـــقاء ... طائــر النـــار
الخميس سبتمبر 03, 2009 5:38 pm من طرف pirate
» يوميات زوجين اتجوزو من علي الشات ...
الأحد أغسطس 30, 2009 4:14 pm من طرف RAN
» اهلا وسهلا بالأعضاء الغالين
الجمعة أغسطس 28, 2009 5:54 pm من طرف pirate
» صور هوشه بين بنــت و ولـــد.. لااايفوووتكمــ
الأحد أغسطس 02, 2009 9:53 pm من طرف علوش
» القضاء على الفايروسات نهائيا
السبت يونيو 13, 2009 2:45 am من طرف pirate
» كيف تتم صناعة الغباء؟
السبت يونيو 13, 2009 2:04 am من طرف pirate
» الرحيل لكل قلب فارق حبيبه
السبت يونيو 13, 2009 2:01 am من طرف pirate
» صور ثوب أبونا آدم عليه السلام
الجمعة يونيو 12, 2009 2:31 pm من طرف RAN
» دروس رائعة
الخميس يونيو 11, 2009 11:53 am من طرف pirate
» الثيماث التي منعت عن العالم و كأنك في عام"2200" تحميل مباشر
الخميس يونيو 11, 2009 10:14 am من طرف pirate
» ماتغيّر أي شي ! { بس أنا ~ أحبك كثير ..!! "خامات"
الخميس يونيو 11, 2009 10:11 am من طرف pirate
» رساله الى قلبي لشاعر فهد الشهراني
السبت يونيو 06, 2009 11:36 am من طرف RAN
» يـآحيآتي }~ يآ حلآهـ الدنيآ ،, فيـڪ ,، MMs & SmS
السبت يونيو 06, 2009 9:45 am من طرف RAN
» توبيكات حزن و عتاب و كبرياء و فراق +صور مسنجر و mms بنات وأولاد
السبت يونيو 06, 2009 9:19 am من طرف RAN