من طرف pirate السبت نوفمبر 29, 2008 3:24 amالدين و الأخلاق
يقع الكثير من الملحدين الجدد فى حيرة من أمرهم حين يتخلون عن دينهم. صحيح ان التخلى عن الخرافات أمر جيد و لكن هل الدين مجموعة من الخرافات فقط؟
يجادل الدينيون كثيرا بعلاقة الدين بالأخلاق و الضمير فمعظم الديانات قد دعت الى قيم أخلاقية شبه متطابقة و أعتقد أن الأخلاق هى التى تمنع تلك الديانات البالية من السقوط و التهدم.
الأخلاق هى العصا الغليظة بيد المتدينين فهم يرون أن الدنيا قد تصبح غابة اذا تركناها بدون أخلاق.و هذا صحيح الى حد ما و لكن...
هل الأخلاق مرتبطة بالدين, بمعنى أخر هل انهيار الدين يعقبه انهيار أخلاقى؟
عن نفسى لا أعتقد ذلك, بيد أن الأخلاق قد نشأت قبل الدين, فالأخلاق و الضمير و العفة هى قيم سبقت الدين. و أعتقد أن الدين هو الذى استولى على هذه القيم و نسبها لنفسه.
مثلا لنتناول قيمة أخلاقية مثل العفة. العفة تعنى عدم اقامة علاقات جنسية خارج اطار الزواج. اذن العفة ترتبط ارتباطا وثيقا بالزواج و الزواج فى حد ذاته هو سلوك بشرى طبيعى و هو موجود قبل الأديان كلها سواء الوثنية أو الابراهيمية.
الزواج هو غريزة بشرية نشأت بسبب غريزة الانسان التى تفضل الاستقرار فى ممارسة الجنس فمن المعروف ان الانسان يمارس نوعا من الانتقاء الجنسى مثل الحيوانات ثم يفضل الاستقرار مع من انتقاه و من هنا نشأ الزواج.
أما عن تاريخ الزواج فى حياة البشر الأولين فقد تناولها ويل ديورانت فى موسوعته "قصة الحضارة" فى الجزء الأول و يمكن الرجوع اليه. من هنا نستنتج أن الزواج و العفة هى قيم بشرية فى الأساس و ليست مرتبطة بالدين فالمرأة العفيفة ليست بالضرورة متدينة بل هى المرأة التى تحافظ على نفسها لمن سوف ينتقيها جنسيا أو تنتقيه جنسيا(بمعنى أخر تتزوجه). و هى تفعل ذلك ليس بدافع التدين بل بدافع التفضيل و هو ما يميز الانسان عن الحيوان فهى تفضل أن تكبت غرائزها لوقت معين حتى تستمتع بها بشكل أفضل عند الاستقرار.
و سوف أرجع هنا لاحدى الكتب المحببة الى قلبى و هو كتاب فجر الضمير لهنرى برستيد الذى يتناول نشأة الأخلاق و الضمير فى الحضارة المصرية القديمة ففكرة الكتاب المختصرة هو أن المصريين هم الذين اخترعوا مجموعة القيم الأخلاقية التى نعيش بها الأن و التى ينسبها أصحاب الديانات لأنفسهم سواء كانوا يهودا(و اليهودية ديانة مأخوذة بشكل كبير من الديانة المصرية القديمة لدرجة أن بعض نصوص التوراة ليست أكثر من ترجمة لنصوص مصرية قديمة) أو مسيحيين أو مسلمين و المسلمين يصرون أن القيم الشرقية المتشددة هى قيم اسلامية بينما هى ليست كذلك فهى قيم بشرية أساسية أخذت من الحضارات القديمة.
الأن لننظر معا ماذا يقول هنرى برستيد فى مقدمة كتابه "فجر الضمير" :
"لقد حفظت فى طفولتى مثل اخوانى الصبية الوصايا العشر و علمت أن أحترمها لأنه أكد لى أها أنزلت من السموات على موسى و ان اتباعها من أجل ذلك كان لزاما على, و انى أذكر انى كلما كذبت كنت أجد لنفسى سلوة فى انه لا توجد وصية تقول "لا تكذب" و ان الوصايا العشر لا تحرم الكذب الا فى شهادة الزور فقط. و لما اشتد ساعدى بدأت أشعر فى نفسى بشىء من القلق و أخذت أحس بأن قانون الأخلاق الذى لا يحرم الكذب هو قانون ناقص, و بقيت هذه الفكرة تجول بخلدى زمنا طويلا قبل أن أضع لنفسى السؤال الهام التالى : كيف ظهر فى نفسى الشعور بهذا النقص؟ و من أين حصلت بنفسى على المقياس الخلقى الذى كشفت به عن هذا النقص فى الوصايا العشر؟ و لقد كان يوما أسود على احترامى الموروث للعقيدة الدينية القائلة بنزول الوحى حينما بدأت عندى تلك التجربة النفسية. بل لقد ظهرت أمامى تجارب أشد اقلاقا لنفسى و ذلك عندما كشفت و أنا مستشرق مبتدىء أن المصريين كان لهم مقياس خلقى أسمى بكثير من الوصايا العشر و أن هذا المقياس قد ظهر قبل أن تكتب تلك الوصايا بألف سنة."
فى النهاية فاننا نقول للدينيين اننا نحن معشر الملحدين لسنا قوم بلا أخلاق لأن الأخلاق هى ملك للبشرية كلها و ليست حكرا على المتدينين فقط و ان عقيدتنا الأخلاقية نابعة من تجارب الانسان المريرة فى حياته التى أهدته الخطوط العريضة لتلك الشريعة الأخلاقية الحالية.
منقول للافادة
يقع الكثير من الملحدين الجدد فى حيرة من أمرهم حين يتخلون عن دينهم. صحيح ان التخلى عن الخرافات أمر جيد و لكن هل الدين مجموعة من الخرافات فقط؟
يجادل الدينيون كثيرا بعلاقة الدين بالأخلاق و الضمير فمعظم الديانات قد دعت الى قيم أخلاقية شبه متطابقة و أعتقد أن الأخلاق هى التى تمنع تلك الديانات البالية من السقوط و التهدم.
الأخلاق هى العصا الغليظة بيد المتدينين فهم يرون أن الدنيا قد تصبح غابة اذا تركناها بدون أخلاق.و هذا صحيح الى حد ما و لكن...
هل الأخلاق مرتبطة بالدين, بمعنى أخر هل انهيار الدين يعقبه انهيار أخلاقى؟
عن نفسى لا أعتقد ذلك, بيد أن الأخلاق قد نشأت قبل الدين, فالأخلاق و الضمير و العفة هى قيم سبقت الدين. و أعتقد أن الدين هو الذى استولى على هذه القيم و نسبها لنفسه.
مثلا لنتناول قيمة أخلاقية مثل العفة. العفة تعنى عدم اقامة علاقات جنسية خارج اطار الزواج. اذن العفة ترتبط ارتباطا وثيقا بالزواج و الزواج فى حد ذاته هو سلوك بشرى طبيعى و هو موجود قبل الأديان كلها سواء الوثنية أو الابراهيمية.
الزواج هو غريزة بشرية نشأت بسبب غريزة الانسان التى تفضل الاستقرار فى ممارسة الجنس فمن المعروف ان الانسان يمارس نوعا من الانتقاء الجنسى مثل الحيوانات ثم يفضل الاستقرار مع من انتقاه و من هنا نشأ الزواج.
أما عن تاريخ الزواج فى حياة البشر الأولين فقد تناولها ويل ديورانت فى موسوعته "قصة الحضارة" فى الجزء الأول و يمكن الرجوع اليه. من هنا نستنتج أن الزواج و العفة هى قيم بشرية فى الأساس و ليست مرتبطة بالدين فالمرأة العفيفة ليست بالضرورة متدينة بل هى المرأة التى تحافظ على نفسها لمن سوف ينتقيها جنسيا أو تنتقيه جنسيا(بمعنى أخر تتزوجه). و هى تفعل ذلك ليس بدافع التدين بل بدافع التفضيل و هو ما يميز الانسان عن الحيوان فهى تفضل أن تكبت غرائزها لوقت معين حتى تستمتع بها بشكل أفضل عند الاستقرار.
و سوف أرجع هنا لاحدى الكتب المحببة الى قلبى و هو كتاب فجر الضمير لهنرى برستيد الذى يتناول نشأة الأخلاق و الضمير فى الحضارة المصرية القديمة ففكرة الكتاب المختصرة هو أن المصريين هم الذين اخترعوا مجموعة القيم الأخلاقية التى نعيش بها الأن و التى ينسبها أصحاب الديانات لأنفسهم سواء كانوا يهودا(و اليهودية ديانة مأخوذة بشكل كبير من الديانة المصرية القديمة لدرجة أن بعض نصوص التوراة ليست أكثر من ترجمة لنصوص مصرية قديمة) أو مسيحيين أو مسلمين و المسلمين يصرون أن القيم الشرقية المتشددة هى قيم اسلامية بينما هى ليست كذلك فهى قيم بشرية أساسية أخذت من الحضارات القديمة.
الأن لننظر معا ماذا يقول هنرى برستيد فى مقدمة كتابه "فجر الضمير" :
"لقد حفظت فى طفولتى مثل اخوانى الصبية الوصايا العشر و علمت أن أحترمها لأنه أكد لى أها أنزلت من السموات على موسى و ان اتباعها من أجل ذلك كان لزاما على, و انى أذكر انى كلما كذبت كنت أجد لنفسى سلوة فى انه لا توجد وصية تقول "لا تكذب" و ان الوصايا العشر لا تحرم الكذب الا فى شهادة الزور فقط. و لما اشتد ساعدى بدأت أشعر فى نفسى بشىء من القلق و أخذت أحس بأن قانون الأخلاق الذى لا يحرم الكذب هو قانون ناقص, و بقيت هذه الفكرة تجول بخلدى زمنا طويلا قبل أن أضع لنفسى السؤال الهام التالى : كيف ظهر فى نفسى الشعور بهذا النقص؟ و من أين حصلت بنفسى على المقياس الخلقى الذى كشفت به عن هذا النقص فى الوصايا العشر؟ و لقد كان يوما أسود على احترامى الموروث للعقيدة الدينية القائلة بنزول الوحى حينما بدأت عندى تلك التجربة النفسية. بل لقد ظهرت أمامى تجارب أشد اقلاقا لنفسى و ذلك عندما كشفت و أنا مستشرق مبتدىء أن المصريين كان لهم مقياس خلقى أسمى بكثير من الوصايا العشر و أن هذا المقياس قد ظهر قبل أن تكتب تلك الوصايا بألف سنة."
فى النهاية فاننا نقول للدينيين اننا نحن معشر الملحدين لسنا قوم بلا أخلاق لأن الأخلاق هى ملك للبشرية كلها و ليست حكرا على المتدينين فقط و ان عقيدتنا الأخلاقية نابعة من تجارب الانسان المريرة فى حياته التى أهدته الخطوط العريضة لتلك الشريعة الأخلاقية الحالية.
منقول للافادة
» Ookami ga Kuru ! . [ لمحبـي مصـاصي الدمـاء } .
» الحاكم
» عد للخمسة وأهدي وردة للعضو يلي بدك
» ماذا ستفعل لو ضاع حذائك............؟
» أغرب ثلاث أشياء تحدث لنا ولا نعرف ما السبب !!؟؟
» اسطــورة العنـــقاء ... طائــر النـــار
» يوميات زوجين اتجوزو من علي الشات ...
» اهلا وسهلا بالأعضاء الغالين
» صور هوشه بين بنــت و ولـــد.. لااايفوووتكمــ
» القضاء على الفايروسات نهائيا
» كيف تتم صناعة الغباء؟
» الرحيل لكل قلب فارق حبيبه
» صور ثوب أبونا آدم عليه السلام
» دروس رائعة
» الثيماث التي منعت عن العالم و كأنك في عام"2200" تحميل مباشر
» ماتغيّر أي شي ! { بس أنا ~ أحبك كثير ..!! "خامات"
» رساله الى قلبي لشاعر فهد الشهراني
» يـآحيآتي }~ يآ حلآهـ الدنيآ ،, فيـڪ ,، MMs & SmS
» توبيكات حزن و عتاب و كبرياء و فراق +صور مسنجر و mms بنات وأولاد